المحجّبات يواجهن يسرا و«رفيقاتها»

قبل
حوالى عشر سنوات، اختارت الفنانة سهير البابلي زميلتها يسرا لتحلّ ضيفة
على برنامج، تروي فيه الممثلة الكوميدية ذكرياتها. في ذلك الوقت، كانت
العلاقة بين الفنانتين قوية إلى حدّ فاجأ الجمهور الذي لم يتذكر حينها أي
لقاء فني جمع “سوسكا” مع “سيفين” على المسرح أو شاشة التلفزيون.
إلا أن الصداقة المتينة لم تمنع، قبل أيام، من نشوء خلافات ومشادات كلامية
بين الفنانتين بدأت في مقابلات تلفزيونية، وما لبثت أن حوّلتها الصحف إلى
معركة بين الفنانات المحجبات وزميلاتهن “المتحررات”.
بدأت القصة عندما سُئلت سهير البابلي، في مقابلة أخيرة، عن اسم الفنانة
التي ترشحها لارتداء الحجاب في المستقبل القريب. كان جوابها: “يسرا”. قامت
الدنيا في القاهرة ولم تقعد، وخصوصاً أن تصريح البابلي يشير إلى ان يسرا
تفكر فعلاً في ارتداء الحجاب، أو أن “بكيزة” تغمز من قناة زميلتها وأعمالها
“المتحررة”، متمنية لها “الهداية”. وعلى رغم أن السؤال صار يطالعنا في كل
حوار يُجرى مع أي فنانة محجبة، لم يكن رد فعل يسرا عادياً. هي انتهزت
إطلالة لها قبل يومين، لتعلن بالفم الملآن أنها لا تسمح لأي كان بأن يتخذ
عنها قرارات شخصية.
إلا أن قضية يسرا والحجاب لم تقتصر على المشادة الكلامية غير المباشرة مع
البابلي. إذ شنّت خلال شهر رمضان معركة إعلامية “ساندها” فيها الكاتب أسامة
أنور عكاشة، وانتقدا فيها ظاهرة عودة المحجبات إلى الشاشة، والشروط
التعجيزية التي وضعنها لقبولهن دخول الاستديو.
وأطلق عكاشة هجوماً عنيفاً على الممثلات المحجبات، متهماً إياهن مع الدعاة
الجدد بتسريب الأفكار السلفية المتشددة إلى داخل المجتمع المصري، مشيراً
إلى أنها “حملة مدبّرة تعلو نغمتها كلما عاشت البلاد اضطرابات سياسية أو
عنصرية. فتعود أخبار أولئك الفنانات إلى دائرة الضوء، ويبدأ الهجوم على
الفن”.
أما يسرا التي اختيرت أخيراً سفيرة للنوايا الحسنة لدى منظمة الأمم
المتحدة، فانتقدت مبالغة رد فعل الفنانات المحجبات على التلفزيون المصري.
إذ قيل إنه منع عرض مسلسلات المحجبات تجنّباً لترويج الظاهرة. واعتبرت يسرا
ان من غير المنطقي أن تفرض الفنانة المحجبة شروطاً تعجيزية، وأن تبقى
بغطاء الرأس في المستشفى وغرفة النوم والمطبخ، مردّدة عبارة: “زودوها
حبتين”... وهو ما دفع بالفنانة سهير رمزي إلى الرد عليها والدعاء لها
بالهداية.
مفاجأة ثقيلة العيار
وسط كل تلك الحروب، فجّرت الممثلة إيمان العاصي مفاجأة جديدة قبل يومين.
الشابة الحسناء التي ظهرت في دور “نيجار” في مسلسل نور الشريف “حضرة المتهم
أبي” قررت الاعتزال وأعلنت نيتها ارتداء الحجاب الذي خلعته قبل مدة قصيرة.
وبررت العاصي موقفها بعدم قدرتها على تحمّل “ضغوط الوسط الفني”، مشيرة إلى
أن زملاءها الشباب وسهير البابلي وسهير رمزي رحّبوا بقرارها، فيما غضب
منها آخرون بينهم نور الشريف وسميرة أحمد.
إذاً القصة باختصار حرب مستمرة بين حزبين: “المحجبات” و“المتحررات”. تعود
بين فترة وأخرى إلى وسائل الإعلام، فتثير حفيظة بعض الفنانين والنقاد.
ويؤكد هؤلاء أنّ المحجبات يتقاضين مبالغ ضخمة من أجل الاعتزال، أو أنّهن
هربن إليه في فترة أفول نجمهن، أو سعياً وراء المزيد من الشهرة والأضواء.
إلا أن الشارع المصري لم يتجاوب يوماً مع هذه التصريحات، واعتبر بعض
النقّاد عودتهن إلى الدراما حميدة، وخصوصاً أنهن يقدمن مسلسلات اجتماعية
ذات مضمون هادف.
تجدر الإشارة إلى أن شبح “الحجاب” يطارد غالبية الممثلات المصريات. إذ
تلاحق الشائعات كل من حضرت دروساً دينية أو سافرت لأداء العمرة أو اعتذرت
عن فيلم يتضمن بعض المشاهد الساخنة. وهو ما حدث مع يسرا مراراً، وكذلك مي
عز الدين التي قيل إنها تنوي ارتداء الحجاب لأنها تعيش أزمة نفسية. وهي
ظهرت مغطاة الرأس في مسلسل “بنت بنوت” الذي يعرض حالياً على قناة “دبي”.
وفيما تعتبر الفنانات المحجبات انضمام يسرا التي تؤدي أدواراً جريئة إليهن
نصراً، ينتظرن أن تحسم إيمان العاصي موقفها، على أمل أن تقتنع به أيضاً كل
من ليلى علوي وإلهام شاهين، كما حصل قبل مدة قصيرة مع حنان ترك

معلومات رائعة