تلخيص الحلقة الثالثة من عُمار الأرض (المرونة)
حلقة جديدة من عُمار الأرض وهو مشروع حياتنا لبناء العبد الرباني لكي يطور مهاراته ويكون له بصمة في المجتمع والأرض، التي أمرنا الله ببرها. اليوم مهارة من أهم المهارات لكي تخطو خطوة للأمام، والتكييف والتعايش مع الواقع. مهارة اليوم هى المرونة.
من هو صاحب مهارة المرونة؟
عالم جيولجي مصري كبير، ولد في محافظة الدقهلية عام 1938. إنه الدكتور فاروق الباز. لديه من الاخوة 9 وكان الوالد يعمل مدرس في الأزهر ووالدته سيدة منزل. انتقل لمحافظة دمياط ثم للقاهره نتيجة أن اخاه أسامه الباز التحق في كلية الحقوق جامعة القاهره. يقول الدكتور الباز "كان والدي يقدر العلم ومن خلاله اتعلمنا الأخلاق والقيم من سيرة النبي". أثناء وجوده في دمياط كان يذهب في رحلات الكشافة ويشاهد مجرى مياه النيل بلونها الأحمر نتيجة أوراق الشجر، وهنا تبين من داخله تعلقه بالطبيعة. تعلم على يد مدرسين متقنين لعملهم، وقال له مدرس الأحياء في مرحلة الثانوية أنك ستصبح جراح كبير، ومن هنا رغب فاروق الباز أن يصبح جراح ولكن مجموعه في الثانوية لم يؤهله لدخول تلك الكلية، ومن هنا قدم على الإلتحاق بكلية العلوم قسم الجولوجيا. تخرج بتفوق، فأرسلته الجامعة للحصول على الماجستير من الولايات المتحدة، ثم حصل على درجة الدكتوراه، وعندها قرر النزول إلى مصر لتحقيق مشروع تنموي يخدم مصر، لكنه اصطدم حينها بروتين قوي، فقرر العودة مرة آخرى للولايات المتحدة للقيام بالأبحاث، وقدم طلب الإلتحاق بالوكالة الدولية للطاقة الذرية "ناسا"، ودرس 4322 صورة للقمر، وحدد أنسب 16 لسفينة الفضاء التي ستهبط على القمر. ومن هنا ساهم بمرونته أن يجعل سورة الفاتحة أول ما يُقرأ على سطح القمر، حيث أرسل الدكتور الباز مع رائد الفضاء الذي صعد إلي سطح القمر ورقة مكتوب عليها سورة الفاتحة.
ما الذي يقف أمامك كي تصبح مرناً؟
أهل العلم قالوا، التحجر وأحادية الرؤية في: أولاً الرأي ثانياً في الطريق. كان اثنين من الصحابة تيمموا لعدم وجود مياه من أجل صلاة الظهر، وبعدما صلوا وجدوا المياه، أحدهم قام بأداء الصلاة مرة آخرى وآخر لم يفعل، وكان العصر لم يؤذن بعد، فسألو النبي وقال صلى الله عليه وسلم للأول أصبت السنة، وقال للثاني أخذت الأجرين. وسيدنا نوح مثال لعدم أحادية الطريق حين قال الله عز وجل في سورة نوح "قًالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا ﴿٥﴾ فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا ﴿٦﴾ وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا ﴿٧﴾ ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا ﴿٨﴾ ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا ﴿٩﴾. والفرق بين المرونة والميوعة هو التمسك بالمبادئ.
كيف تتسم بالمرونة؟
راقب نفسك: الإنسان المتحجر لا يرى أنه متحجر، لذلك يجب أن تتسم بالمرونة كي تنجح وتنتقل من النجاح إلى النجاح الساحق. راقب نفسك في تصرفاتك، فلا تنتظر أن يعاملوك الناس بالحسنى كي تكون أنت حسن السلوك معهم، ابتسم وابدأ أنت بالسلام وكن متسامح مع الناس.
غير طريقتك: هناك مقولة "من الجنون أن تفعل نفس الأفعال وتنتظر نتيجة مختلفة" لذا غيّر طريقتك في الأشياء التي تقوم بها، وإن لم تعمل ما تحب، فأحب ما تعمل حتى تصل إلى ما تحب. فقال الني صلى الله عليه وسلم من حديث رواه أبو هريرة "لايفركمؤمنمؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها آخر"