سيف الله المسلول

من هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ إنهم الأصحاب الذين عاصروا رسول الله وهم مسلمون وماتوا على الإسلام. هم كالنجوم المتلالئة في الليل. إن الإنسان لا يستطيع أن ينظر إلى الارض بدون النجوم. وكذلك بدون أصحاب الرسول لولاهم كأنهم مكفوف البصر في الليل المظلم.

وإن هذا المقال يحتوى ويشتمل على قصة قصيرة عن الصحابى الشهير في بداية الإسلام، وهو سيف الله خالد بن الواليد. وُلد خالد بمكة المكرمة المباركة سنة 592 المسيحية.

في بداية الإسلام، ليس خالد من المسلمين، ولكنه من الكافرين وأعداء المسلمين. هو كره الإسلام كرها شديدا. وكره الأسلام كذلك كرها أن يقذف في النار. في رأيه المسلمون كأزهار وأشجار السموم.

كان جالد من بني المخزوم المشهور بالغليظة في الحرب والملاكمة. إنهم من فرسان العرب المعدودين. إضافة إلى ذلك، فقد وهبهم الله قوة جسدية هائلة وظفها في خدمة المكة. إن الهدى هدى الله وأسلم خالد بعد صلح الحديبية الذي تم تتحدث بين المسلمين وقريش. إن هدى الله يستطيع أن تذيب قلبه كما تذيب الشمس الجليد. فصار قلبه لطيف كالماء السائل.

كانه رجلا طويلا جدا، إذا سار خالد في الصحراء ما من المنظر إلا جوز الهند، و له مستقيم الجسم، وعريض الصدر والمنكبين، وقوي اليدين، ومتين التركيب. إنه إذا في المعركة كالأسد في السجاعة، وكان وجهه جميلا و وسيما مثل نبي الله يوسف عليه السلام.

بجانب ذلك، كان ماهرا في إستخدام الرماح والسيف وبهذا السبب لقب خالد بسيف الله المسلول. قد شبه وجه بعمر الخطاب الخليفة الثاني. وهما كما زهرتين في الشجرة الوحيدة.

زيادة على ذلك، بعد أن أسلم خالد، عينه رسول الله قائد جيس في حرب المؤته. واستطاع المسلمون أن يغلبوا الأعداء بتخططه العبقرية . فرح المسلمون فرحا شديدا بهذا الخبر كما أنزل الله الذهب من السماء. وما في خدمته إلا في الجهاد في سبيل الله عز وجل ومن أجل لنشر الإسلام.

توفى خالد في الشام سنة 642 المسيحية، ودفن في المسجد خالد بن الوليد بالشام. حزين المسلمون حزنا عميقا بهذه المصيبة كأن الأولاد فاقدوا أمهاتهم، وكأن الشعب ضاع الأمير.